د. أوز واحد من أشهر مقدمى البرامج فى أمريكا لدرجة أن أوبرا وينفرى نفسها استعانت به لتستفيد من شهرته وشعبيته وتأثيره الطاغى على الجمهور، عمله الأساسى كأستاذ قلب من قبيلة هارفارد أعرق وأعظم قلاع العلم فى العالم بالإضافة إلى إطلالته الجذابة وكاريزمته المغناطيسية وهجينه التركى الأمريكى، جعلت فقراته الطبية ذات تأثير كاسح على المشاهدين الأمريكيين بل على مشاهدى العالم أجمع، لكن كل هذا لم يشفع له حين تحدث عن منتج للتخسيس وصفه بالمعجزة، تخيلوا ماذا حدث؟ استدعاه الكونجرس الأمريكى!! نعم استدعاه الكونجرس فى شبه محاكمة علنية قاسية تحولت إلى مناقشة علمية تعلم فيها أستاذ القلب «محمت أوز»، كما ينطقها الأمريكان، إلى تلميذ فى حضرة مسئولى حماية المستهلك! أرجوكم اسمعوا المناقشة التى قدمت الـ«سى إن إن» ملخصاً لها لكى تتعرفوا على المجتمعات التى تحترم العلم وتخاف على صحة مواطنيها وبين البلاد التى تفرط فى صحة أبنائها وتجعلهم فئران تجارب لكل نصاب ودجال تلمع فى ذهنه أى فكرة شاردة شريرة. كانت تهمة د. أوز هى أنه قد روّج لما يسمى «البن الأخضر» على أنه دواء تخسيس، ورغم أنه لا يخضع لهيئة الغذاء والدواء ويعتبر من أدوية أو مكملات ما فوق الرفوف فى السوبر ماركتات، فإن عضوة الكونجرس عنّفت د. أوز وقالت له بحسم: أنت تبيع الوهم والأمل الزائف للناس، والتجارب التى أُجريت على البشر عددها قليل ولا يرقى للحقيقة العلمية حتى تنصح بهذا البن الأخضر للتخسيس وتطلق عليه معجزة. وأضافت ما هو أخطر، فقالت إنه عند تجربته على الفئران لم يحدث أى نقص فى الوزن بل حدثت مقاومة للأنسولين مما قد يعرض متناوله لمرض السكر فيما بعد!! كانت المناقشة بالأرقام الإحصائية والأبحاث العلمية، لم يستطع د. أوز الدفاع عن نفسه، وقال مجرد كلام تجارى من قبيل أنا جربته على عائلتى وأنا مؤمن به... إلى آخر هذا الكلام الذى لا يقدم ولا يؤخر فى مجال العلم. أقول ثانية: كان هذا الكلام على مستوى الكونجرس حول دواء تخسيس لا يؤثر من قريب أو بعيد على شعب بأكمله مثلما يحدث مع أجهزة تدّعى أنها تعالج الكبد ويفتخر صاحبها بأنه لا يحمل شهادة طبية وأنه صبى منجد!! هذا الفرق هو ما جعل تلك المجتمعات تتقدم ونحن نتقهقر ونتخلف ونعيش زمن الكفتة.